بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين
في إحدى السنوات وعندما كنت في أحد المجالس الحسينية طرق الخطيب على آذان المؤمنين المستمعين في المجلس بقصة واقعية حدثت في مدينة كربلاء المقدسة ليبيّن للناس من خلالها مدى كرامة اهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وحبهم لشيعتهم وبالخصوص سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عليها الصلاة وأزكى السلام
وبما نحن الآن في شهر أبي الأحرار الحسين عليه السلام وكل منا يتسابق على حضور المجالس الحسينية وكلنا بصدد التجارة معه للوصول لمرضاة الله عزّ وجل انقل لكم تلك الواية كما أتذكرها وباختصار لعلي أحضى بدعوة من الحسين عليه السلام لزيارته معكم اخواني
في إحدى محافظات العراق ولعلها كربلاء المقدسة كانت هناك إمرأة تعيش مع ولدها الشاب بعد ما توفي زوجها
وفي يوم من الأيام جاء أجل هذا الشاب واسترد الله أمانته بشكل من الأشكال ـ لا أتذكر بالضبط الواقعة ـ عموماً
إعتادت هذه المرأة المواليى على زيارة قبر ولدها كل ليلة بعد صلاة العشاء وذلك لكثرة محبتها له وهو الوحيد الذي كان لها في الدنيا واستمرت على هذا الحال فترة من الزمن تفوق السنة
في إحدى الليالي وبعد صلاة العشاء وكعادة تلك المرأة متجهة نحو المقبرة لزيارة قبر المرحوم ولدها
وفي أثناء ذلك سمعت صوت أحد الخطباء ينعى الحسين عليه السلام في إحدى الحسينات الموجودة على تلك الطريق فتوجهت ناحية الصوت إلى الحسينية مباشرة وجلست تستمع إلى ذلك النعي وهي تجهش بالبكاء ودموع اللهفة على مصاب ابي عبدلله تجري على خدها
وبعد المجلس تقربت نحو إمراة كانت هناك وسالتها عن هوية ذالك الخطيب وأبدت إعجابها بنعيه على الحسين وأولاد الحسين
فأجابتها تلك المرأة بأن هذا الخطيب سيقرأ مباشرة بعد هذا المجلس في الحسينية الفلانية
فتوجهت أم الشاب إلى الحسينية التي أخبرتها عنها المرأة لتستمع غلى نعي ذلك الخطيب على مصاب ابي عبدالله عليه السلام ناسيتاً موعدها مع قبر إبنها
وبعد فراغ ذلك المجلس على الحسين توجهت لآخر وبدأت تلتحق من مجلس لآخر ناسيتاً إبنها وباكية على الحسين وعلى مصاب الحسين عليه السلام
وفجأة تذكرت موعدها وعادتها فقامت مهرولة عسى أن تلحق على قبر ولدها وقراءة ماتيسر من القرآن الكريم على قبره قبل أن يتأخر الوقت أكثر منذلك
وعند وصولها للمقبرة تفاجأة بوجود إمرأة منحنية على قبر ولدها وتقرأ عليه القرآن وتدعوا له
فذهبت لها وخاطبتها واستنكرت وجودها على قبر ولدها قائلتاً لها
يا أمت الله إن كان لديك فقيد في هذا المكان فثقي وتيقني بأنه ليس هذا القبر
فقصدي غيره لأن هذا القبر هو قبر ولدي
فطرقت تلك السيدة ووجهت نظرة مليئة بالحزن إلى أم الشاب وقالت
يا أمت الله ـ أعلمك باني قاصدة لقبر ولدك
وقرأت عليه القرءان ودعوت له عند ربي عزّ وجل
فقد نسيتِ ولدكِ بينما كنتي مشغولة بتعزيتي بمصاب ولدي الحسين
فأتيت لأحل مكانت بقراءة القرءان والدعاء عند ربي لولدك هذا
فقرري عينا عند أبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
السلام عليكِ يا سيدتي ومولاتي فاطمة
السلام عليكِ ياسيدتي ومولاتي بنت رسول الله
السلام عليكِ ياسيدتي ومولاتي أم الحسنين